إستعدادات الرحلة
2022-12-3010 أسرار للحصول على التفكير الإيجابي
2023-02-26
من أكثر القوانين الكونية ارتباطا بالمشاعر هو قانون الانعكاس، و لمعرفة هذا القانون لا بد من حكي قصة كانت تتداولها الحضارات القديمة. إذ يقال أن الإنسان كان يلازمه إحساس داخلي قوي يحفزه على معرفة انعكاساته. كان يتوق لمعرفة نفسه، يحزن لقدرته على رؤية الآخرين وعدم استطاعته رؤية ذاته. اعتقد لحين أن الآخر هو مرآته، لكن ذلك لم يرقه، أراد أن يكشف ملامحه ويعرف مدى جماله. قرر أن يبحث عن وسيلة تعكسه فعليا فهز في البداية بيده إلى وجهه لعلها تعكس صورته فلم ير شيئا، ثم حمل أوراق الأشجار وحدق فيها و لم ير كذلك أي شيء. لما خيبت آماله، جرى غاضبا وهو يحمل رأسه للسماء ويصيح : أريد أن أراني، أريد أن أعرف من أنا. الكون يعرف جيدا من هو، استجاب لدعوته فعكس الكثير من الأشياء الداخلية فيه، وأراده أن يعرفها بقوة تلبية لرغبته الملحة، لكن الإنسان لم ير شيئا أو تغافل عن الرؤية. سقط على ركبتيه من الأسى على حافة بركة ماء ساكن داكنة، وتهاوت أول دمعة حارقة من عينيه، انحنى ليحمل الماء ليغسل وجهه، فجأة رأى شخصا، لم يحسب أنه هو، صاح من ذعره: من أنت ؟ قلت لك من أنت ؟ لكن أدرك لوهلة أن البركة تجسده هو. نعم إنها ذاته وملامحه التي يبحث عنها، فرح كثيرا وظل يراقب صورته طويلا، ظن أنه أخيرا تعرف على كينونته وماهيته، لكن لم يعرف أن هذه المرآة تعكس فقط الجسد، وهناك مرآة أعمق وأكبر يمثلها الكون وكل من يحيط به.
لقد تاه الإنسان عن هذه الحقيقة، واعتبر نفسه فقط جسدا، لكن الكون لم ينس ولم يتغافل عنها، وظل يعكس كل ما يجري بداخله. كان يجلب له كل ما يركز عليه أو يرفضه ويعكسه في عالمه. لكن الإنسان ظن أن كل هذا لا يمت بصلة له، خاصة أنه ينظر لنفسه ويرى البراءة في قسماته، فكان يعاتب الآخرين ويعتبرهم سبب همومه ومشاكله.
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.